الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما يحدث بين الزوجين من أمور الاستمتاع، هو من الأمانة التي يجب حفظها ويحرم إفشاؤها، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا.
وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. صحيح مسلم.
قال المناوي في فيض القدير: والظاهر أن المرأة كالرجل فيحرم عليها إفشاء سره.
فما فعلته زوجتك من إفشاء أسرار الفراش، خطأ كبير وخيانة للأمانة، كما أن والدها كان ينبغي له أن يزجرها عن الكلام في هذه الأمور، كما أنه لا يحق له أن يتدخل فيما بينك وبين زوجتك من أمور المعاشرة، ما دمت لم تتعد حدود الله، ومن باب أولى ألا يخبر غيره بذلك.
أما عن هجرك لبيتها تلك المدة فهذا خطأ، وإنما المشروع عند حدوث الخلاف بين الزوجين أن يبدأ الرجل بمحاولة الإصلاح، كما أرشدنا الله بقوله: .. وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا النساء {34-35}
فينبغي أن تعود إلى بيتك، وتتعامل مع زوجتك بالحكمة والرفق، وتعلمها حكم الله في حرمة إفشاء أسرار الجماع، وأسرار البيت عامة، وأنها إذا كان لها شكوى فيما يتعلق بأمور الجماع فإن عليها أن تخبرك بها وتتفاهما سوياً دون أن يعلم أحد بذلك.
وننبه السائل إلى أنه يجوز للرجل الاستمتاع بزوجته الحائض فيما دون الفرج، مع الحذر مما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام كالوطء في الفرج والدبر، ولمعرفة حدود الاستمتاع بين الزوجين يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 2146.
وننصح السائل بالتعاون مع زوجته على طاعة الله وتعلم ما يلزم من أمور الدين.
والله أعلم.