الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد صح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
وتفطير الصائم لا يبعد أن يدخل فيه الذي يعد له طعام الإفطار ويحفظه له ويناوله إياه..
فففي الصحيحين عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان لها أجرها، وله مثله بما اكتسب، ولها بما أنفقت، وللخازن مثل ذلك من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا.
والخازن هو الذي يتولى حفظ النفقة..
وعلى ذلك؛ فإنه يرجى لك أجر من قمت بتفطيرهم بما قمت به من خدمتهم وحفظ نفقتهم وعونهم على طاعة الله وعبادته من إخوانك وغيرهم إن شاء الله تعالى.
وكل ما تقومين به من الأعمال تؤجرين عليها ما دمت تحتسبين ثواب ذلك عند الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا.
لكننا ننبهك إلى أنه لا يجوز للمسلم تأخير الصلاة عن وقتها، فقد قال الله تعالى إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}.
وقد ورد الوعيد الشديد لمن فعل ذلك؛ كما في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله.
وعن بريدة رضي الله عنه أنه قال: بكروا بالصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ترك صلاة العصر حبط عمله.
ولذلك فإذا كان قصدك بتأخير صلاة العصر تأخيرها عن الوقت الاختياري الذي حدده الشارع، فهذا من المحرمات.. وعليك بالمبادرة إلى التوبة النصوح من ذلك وعقد العزم على عدم العودة إليه ؛ فقد فسر العلماء قول الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً {مريم:59} فسروا إضاعة الصلاة بتأخيرها حتى يخرج وقتها.
وأما إذا كان قصدك بتأخيرها: تأخيرها عن أول وقتها فلا حرج عليك في ذلك- إن شاء الله تعالى- ولكنك قد فوَّتِّ على نفسك فضيلة أول الوقت.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد
والله أعلم.