الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرتهِ في السؤال من أنه تجبُ القراءة بعد الفاتحة ليس بصحيح، فالقراءةُ بعد الفاتحة سنةٌ بالاتفاق كما نقل ذلك ابن قدامةَ في المغني، فإنه لا يجبُ من القراءة إلا الفاتحة في كلِ ركعةٍ من ركعات الصلاة، وأما التزام الترتيب بين السور فليس بواجب، قال النووي: ولو قرأ سورة ثم قرأ في الثانية التي قبلها، فقد خالف الأولى ولا شيء عليه. والله أعلم . اهـ
وفي الصحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه ما يدلُ لذلك، فإنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران في ركعةٍ واحدة، وهذا خلافُ ترتيب المصحف كما هو معلوم، فإذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الركعة ففعله في الركعتين أولى أن يكون جائزا.
وأما ما سألت عنه من التزام الترتيب في القراءة في الصلاتين المختلفتين كالنافلة والفريضة فلا نعلمُ من أهل العلم قائلاً باستحبابه فضلاً عن وجوبه، ولذا فالمستحبُ أن تلتزمي بترتيب المصحف في ركعات الصلاة الواحدة، ولا يجب ذلك، ولا يُشرع التزامُ ترتيب السور بين الصلاتين المختلفتين.
والله أعلم.