الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أخي الحبيب العادة السرية – وهي المعروفة في الشرع بلفظ الاستمناء باليد- أمر محرم، وقد استدل الشافعي رحمه الله على تحريمها بقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون/5-7} تفسير ابن كثير.
وراجع في حكم وطرق الوقاية من هذه العادة الفتاوى: 72497، 7170، 6342، 6995، 5524. وتوبتك إلى الله تعالى مقبولة إن شاء الله طالما أنك أقلعت وندمت، وليكن عزمك قويا فلا ترجع إليها أبدا.
وعلى القول بحرمتها- وهو الصواب إن شاء الله لعموم الآية السابقة (فأولئك هم العادون) وللضرر المحقق منها خاصة مع الإسراف فيها- فليست من الكبائر، فلا تسرف في تأنيب نفسك ولا في خوفك من الزواج، فسرعة القذف من أكثر الأمراض الجنسية شيوعا، ولها أسباب كثيرة غير العادة السرية، ولها علاجات ناجعة إن شاء الله، ومن أفضل ما يعينك على عدم العودة لهذه العادة الزواج، وأحذرك من شدة الخوف من ضعفك أن لا تستطيع القيام بحق زوجتك في قضاء وطرها، لئلا ينقلب الأمر إلى حالة نفسية مرضية وعلاجها أصعب بكثير.
وإما إخبار من ترغب في زواجها فلا يجب عليك، لأن ما تشتكي منه ليس من العيوب التي تفسخ النكاح ما دام الوطء منك ممكنا، وعليك أن تحسن الاختيار من أسرة على دين ووعي، لأن للزوجة دورا مهما في شفاء الزوج من مثل حالتك كما يقول أهل الاختصاص، وفي هذه الحالة ستتفهم الزوجة وضعك بعد حصول المودة والرحمة بينكما، فيكون سهلا إخبارها بسبب الدواء الذي تتناوله. وأنصحك بالرجوع إلى كتاب "الزواج الإسلامي السعيد" للإسلامبولي.
أما بالنسبة لصلاتك فهي إن شاء الله تعالى مقبولة، لأن المعصية التي لم تصل إلى الشرك لا تحبط أجر الطاعة فإن الله ليس بظلام للعبيد.
وأما بلاؤك هذا الذي سببه معصيتك فهو جزاء هذه المعصية في الدنيا، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}
وتوبتك ترفع عنك جزاء المعصية في الآخرة، وإلى أن تتزوج فمما يعينك على دوام توبتك: المواظبة على الصلوات والإكثار من ذكر الله تعالى وشغل الوقت دائما بالطاعة وبما يفيد، واحرص على الصحبة الصالحة ولا تنظر إلى مفاتن النساء سواء في الطرقات أو الصور وأجهزة الإعلام، واحرص على أن لا تنساق بخيالك إلى أي شيء من ذلك، ولا تذهب للنوم إلا بعد أن يغلبك النعاس، ولا تعبث بأعضائك التناسلية.