الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيرا {النساء: 34}.
وقال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا {النساء: 35}.
فبين بهذا سبحانه وتعالى مراتب تأديب المرأة إذا نشزت على زوجها.
وأن هذا التأديب يمر بمراحل ثلاث:
أولها: أن يعظها بأن يلين قلبها بتذكيرها بثواب الله لها إن أطاعت زوجها، والتحذير من غضب الله إن عصت زوجها.
وثانيها: الهجر في المضجع ، والأصل أنه يكون في البيت، وقد يكون خارج البيت إن احتاج الأمر، وهذا يختلف باختلاف الأحوال ، والمقصود الإصلاح.
ثالثاً:ً الضرب غير المبرح، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: هو ما ليس بشديد ولا شاق ولا مؤثر. .
فإذا لم تجد هذه الوسائل معها فينبغي أن تستعين بمن له تأثير على هذه المرأة من أقاربها لإصلاح حالها، وليس لها الخروج من بيتك إلا بإذنك إلا لضرورة، وما ننصحك به هو الصبر عليها ومحاولة إصلاحها حفاظا على أسرتكما وبيتكما فإن لم يستقم الحال فربما كان الطلاق خيرا من البقاء، وقد قال الله تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}.
وليس فيه ظلم إذا اتقيت الله تعالى وأديت ما عليك، لكن لا ننصح بالاستعجال بالطلاق كما أسلفنا.
والله أعلم.