الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يفرج عن إخواننا المسلمين في غزة وأن يجعل ما أصابهم كفارة لسيئاتهم ويتقبل قتلاهم في الشهداء، وأما عن السؤال فقد سبق لنا أن بينا مشروعية دعاء القنوت والأدلة عليه، وذلك في الفتوى رقم: 3038، كما بينا أيضاً أن دعاء القنوت مشروع ما دامت النازلة باقية من غير تحديد بزمن معين وإنما زمنه زمن النازلة كما في الفتوى رقم: 18211.
وهذا ما تدل عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر الحافظ في فتح الباري حديث جابر قال: قال رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة الأخيرة من صلاة الصبح صبيحة خمس عشرة من رمضان فقال: اللهم أنج الوليد بن الوليد. الحديث وفيه فدعا بذلك خمسة عشر يوماً حتى إذا كان صبيحة يوم الفطر ترك الدعاء فسأله عمر، فقال: أو ما علمت أنهم قدموا... الحديث.
فدل هذا على أنه ترك القنوت عندما زالت النازلة وعلى استمرار دعاء القنوت وقت النازلة وزواله بزوالها.
وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد: .... وكان هديه صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل خاصة وتركه عند عدمها..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: .... القنوت يكون عند النوازل.. وقال أيضاً: ... وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النوازل...
وهذه النقول وغيرها تدل على أن دعاء القنوت مؤقت بالنازلة فما دامت النازلة باقية فالدعاء مشروع، ولم نجد أحداً من العلماء قال إن دعاء القنوت لا يشرع إذا طالت النازلة أو أن دعاء القنوت بوقت معين مع بقاء النازلة، فلا ندري ما حجة المشايخ المشار إليهم.
وعلى كل حال فما دامت وزارة الأوقاف قد دعت الأئمة إلى دعاء القنوت فينبغي طاعتها في ذلك، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {النساء:59}، وينبغي للمسلمين في غزة أن يكثروا من التوبة والاستغفار فإن ذلك من أسباب رفع البلاء.
والله أعلم.