الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أن صنع الطعام لأهل الميت مستحب، وأن تقديم الأكل للمعزين واجتماعهم في بيت العزاء بمناسبة الوفاة من البدع المحدثة وهو كذلك من النياحة وتعظيم المصيبة ، حتى ولو كان هذا الطعام أتي به من مال المعزين أنفسهم .
فعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة. رواه الإمام أحمد وابن ماجه.
وقد اتفقت المذاهب الأربعة المتبعة على أن اجتماع الناس على طعام بيت الميت أمر مكروه مخالف للسنة، واستثني الضيوف فيجوز إطعامهم.
وإذا تقرر أن الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة التي ورد النهي عنها، فالذي ينبغي للمسلم أن لا يشارك فيه ولا يأكل منه ، وأن يكون تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، ولا يكون تابعا للعادات التي تخالف هديه صلى الله عليه وسلم، لا لحرمة الآكل أو الطعام في ذاته ولكن لما يتلبس بهذا الفعل من بدعة ومخالفة للشرع .
والله أعلم.