خلاصة الفتوى:
تبعث الأجساد يوم القيامة على شكل يختلف عن حالها في الدنيا، ولكن أصحابها يتعارفون.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت أن الأجساد تبعث يوم القيامة، جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم واللفظ للبخاري عن ابن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلا، ثم قال: كما بدأنا أول خلق نعيده... الحديث. ودلت السنة على أن الأجساد لا تبعث على ما كانت عليه، بل يتساوى أهل الجنة في الطول، ففي الصحيحين عن أهل الجنة أن: أخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم آدم ستون ذراعاً.
ومع هذا الاختلاف فإن الناس يتعارفون، قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ {يونس:45}، وجاء في السنة ما يدل على تعارف الناس، ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان، ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه.
والله أعلم.