الخلاصة:
لا يجوز للزوجة أن تمتنع من فراش زوجها إذا دعاها إليه لغير عذر، وما ورد من الوعيد بلعن الملائكة إياها هو فيما إذا كان امتناعها لغير عذر، فإن كان لعذر معتبر فلا حرج عليها. وأمر الفراش ليس هو مقصد الزواج فحسب لكنه من أسمى مقاصده لما يحصل به من تعفف الزوجين، ونصيحتنا لك أن تسعي بالإصلاح بين أبويك، وتذكري أمك فيما يجب عليها لزوجها وألا تمتنع منه إلا لعذر، وينصح هو بأن يعذرها ويراعي حالها ولو استطاع أن يعدد فهو أولى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزواج ليس مبنيا على حق الفراش فحسب لكنه من مقاصده العظيمة لما يحصل به من التعفف للزوجين عن الحرام، ولذا جاءت الأوامر الشرعية تحث الزوجة على تلبية رغبة زوجها متى ما دعاها إلى فراشه، وشدد الوعيد عليها في الامتناع منه ما لم يكن لها عذر في ذلك، ومجرد عدم الرغبة ليس عذرا يبيح لأمك الامتناع من زوجها فلتتق الله عزو جل ولتطع زوجها ولا تعرضه للوقوع في الحرام، لكن ينبغي له هو ألا يكلفها ما يشق عليها ويراعي ما تجده من عناء في ذلك، وإن استطاع أن يتزوج بثانية معها فهو أولى إن كانت زوجته لا تعفه.
وأما أنت فالواجب عليك أن تسعي بينهما بالإصلاح، وتذكري أمك بما يجب عليها تجاه زوجها من وجوب طاعته إن دعاها إلى فراشه ما لم يكن في ذلك ضرر عليها، كما يمكنك نصح أبيك أن يعذر زوجته ولا يكلفها ما يشق عليها ويراعي حالها. وللمزيد انظري الفتاوى التالية: 14121، 21457.
والله أعلم.