الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه قد ذكر ابن حجر في فتح الباري أن قول عائشة في الحديث (فلما ابتلي المسلمون) تقصد به أذى المشركين للمسلمين لما حصروا في شعب أبي طالب فأذن الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة بالهجرة للحبشة.
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن الحصار بدأ في بداية السنة السابعة من البعثة واستمر نحو ثلاث سنين، ويدل لهذا أيضا ما رواه ابن إسحاق بسند صحيح عن عائشة: أن أبا بكر لما ضاقت عليه مكة وأصابه فيها الأذى ورأى من تظاهر قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما رأى استأذن رسول الله في الهجرة فأذن له، فخرج مهاجرا حتى لقيه ابن الدغنة.
وقال ابن كثير في البداية بعد ذكره لحديث البخاري المذكور في السؤال: كل هذه القصص ذكرها ابن إسحاق معترضا بها بين تعاقد قريش على بني هاشم وبني المطلب وكتابتهم عليهم الصحيفة وحصرهم إياهم في الشعب وبين نقض الصحيفة وما كان من أمرها وهي أمور مناسبة لهذا الوقت. اهـ
والله أعلم.