الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن أية علاقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه خارج إطار الزواج الشرعي تعتبر علاقة آثمة محرمة، وتؤول في النهاية إلى ما لا تحمد عقباه، وفيما يخص موضوع سؤالك فإذا كان الذي حصل بينك وبين ذلك الرجل هو مجرد أن قال لك: تتزوجيني، وقبلت أنت ذلك، ثم قلت إنك وهبت نفسك له، وقال هو إنه وهب نفسه لك... فهذا أبعد شيء عن أن يكون زواجاً صحيحاً، لأن الزواج يشترط لصحته إذن الولي وشاهدان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل. رواه ابن حبان في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل. رواه أحمد وأبو داود.
وأما مقابلة زوجك في الجنة فإنه يشترط لها أن يكون هو من أهل الجنة، وتكوني أنت صالحة، قال الله تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ {الرعد:23}، كما يشترط لذلك أيضاً أن لا تتزوجي بعده، لما رواه البيهقي في سننه أن حذيفة قال لزوجته: إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا. فلذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة.
والله أعلم.