الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فإن هذه المسألة من المسائل الفقهية التي تحتاج إلى مذاكرة وتأمل، وهي كما ذكر في الجواب السابق مذكورة في الفقه المالكي ولها نظائر: وصورتها عندهم أن الشخص الحاضر أي غير المسافر إذا اقتدى بإمام مسافر وأدرك معه ركعة واحدة صلاها معه وجلس لتسليم الإمام، فإذا سلم الإمام المسافر فإن المسبوق بعد سلام الإمام يفعل ما يلي: يأتي بركعة بالفاتحة فقط ويجلس ويتشهد لأنها ثانيته، ثم يأتي بركعة ثالثة بالفاتحة فقط ثم يجلس ويتشهد لأنها رابعة إمامه لو لم يكن قاصراً، ثم يأتي بركعة رابعة بالفاتحة والسورة جهراً إن كانت عشاء وإلا سراً ثم يتشهد ويسلم، وإذا حصل له سهو سجد وتشهد قبل السلام أيضاً كما هو معلوم في المذهب المالكي. وبهذا يكون قد أتى بخمس تشهدات في صلاة واحدة، ثم إن هذه المسألة من المسائل النادرة، وهذه الصورة هي رواية ابن القاسم.
وإذا أردت التوسع والاطلاع على هذه المسألة ونظيراتها فانظر كتب الفقه المالكي وخاصة شراح خليل بن إسحاق عند قوله في مختصره: وإذا اجتمع بناء وقضاء لراعف أدرك الوُسطَييْن أو إحداهما، أو لحاضر أدرك ثانية صلاة مسافر، أو خوف بحضر، قدم البناء وجلس في آخرة الإمام، ولو لم تكن ثانيته. انتهى.
ثم إننا لم نذكر أن المالكية ممن يرى أن سجود السهو لا تشهد فيه، بل إن التشهد مستحب عندهم قبل السلام من سجود السهو سواء كان قبلياً أو بعدياً.
والله أعلم.