الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صفتي التوبة والرحمة ذكرتا في الآية السابقة لهذه الآية في قوله تعالى: وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا {النساء:16}، فلو ذكرتا في ختام الآية الثانية لحصل التكرار، ثم إن صفتي العلم والحكمة مناسبتان لختم الآية التي ذكرت، فهو سبحانه وتعالى عليم بالمخلص، حكيم في عدم تعذيب التائب؛ كذا قال البيضاوي، وراجع تفسير الطبري.
وأما السوء والسيئات فيحتمل أن يكون في الآيتين تنويع العبارة، وهذا من أساليب القرآن البليغة، وبعض المفسرين يرى أن السوء في الآية الأولى يعم الكفر والمعاصي، وأما السيئات فيراد بها ما دون الكفر، ويرد على هذا بأن السيئة تطلق على الكفر؛ كما في قوله تعالى: بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:81}.
وراجع تفسير القرطبي والبغوي.
والله أعلم.