الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحياة الزوجية مبناها على التآلف والتراحم والتعاون فيما بين الزوجين، وكل منهما ينبغي أن يسعى لإسعاد الآخر ، سواء أكان ذلك بالقول الحسن أو الفعل الحسن، والحياة الزوجية أمر مشترك بين الزوج وزوجته. قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة: 228} وبما أن النقص ملازم للإنسان والخطأ من شيمه فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إذا كره خلقا أو غيره من امرأته أن ينظر إلى ما قد يسره فقال: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر.
وقد ذكرت من طاعة زوجتك وخدمتها حال رضاها، فينبغي ألا تنسى لها ذلك فتسعى في إرضائها متى ما غضبت بكلمة ودعة ولمسة حانية وأسلوب لطيف فتملك مشاعرها وتأسر قلبها بدلا من سبها وشتمها أو هجرها، ماذا يضرك لو كانت أيامك معها كلها فرح وسعادة.
أما الطلاق لمجرد ذلك مع ما ذكرت من شأنها فلا ينبغي أن تفكر فيه لمصلحة الأولاد واجتماع شمل الأسرة ولسهولة معالجة ما بينكما.
وأما خدمة أبويك فلا يجب عليها ذلك، وليس لك إلزامها به، وإن كان الأولى لها والذي ننصحها به هو خدمتهما ما لم يشق عليها ذلك؛ لما فيه من إكرامك وطاعتك وانظر الفتويين: 33290 ، 34811.
ولا يجوز لها هجر فراشك أو التعالي عليك بالسب أو الشتم، وإن فعلت فهي ناشز آثمة، وقد بينا كيفية معاملة الناشز في الفتوى رقم: 17322.
وخلاصة القول أننا ننصحك بالنظر في الجوانب المشرقة والمضيئة في حياتك الزوجية فإنها تعينك على تجاوز غيرها والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من الهفوات والزلات والتناصح فيما لا يمكن فيه ذلك.
كما ننصح والد زوجتك أن يكون أبا لكما، ولا ينحاز إلى ابنته دونك، بل يؤدب الظالم ويحن على المظلوم، وإن كان الأولى عدم رفع الأمر إليه، وحل الخلافات الزوجية دون إشراكه أو إشراك غيره ما لم تلجئ إلى ذلك ضرورة.
وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:6897، 1217، 2050، 5291، 36570.
والله أعلم.