الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغالب على النائم أن يسيل لعابه وقت النوم, وتنحل أعضاؤه, وتحصل له أحداث وهو لا يشعر، وأحيانا يبقى مثلة وقت نومه. وإذا كان الحال كذلك فينبغي لمن يريد النوم أن يتهيأ لذلك ويختار المكان المناسب.
جاء في المدخل: قال عز وجل في كتابه العزيز:... بينما هو مستيقظ مدع للقوة والسطوة إذ أتاه ما لم يقدر على دفعه كما تقدم، فيسيل لعابه, وتنحل أعضاؤه, ويحدث وهو لا يشعر بنفسه. والغالب على بعضهم أنه يبقى مثلة إذ ذاك. ولأجل هذا المعنى كان من الأدب في النوم أن لا ينام بين مستيقظين.
وقد علمت من هذا أن النوم عند كراسي الاستراحة في حال تواجد المستيقظين فيها ليس من الأدب. ويمكن أن تقيس عليه الأماكن المشابهة، ما لم تدع الحاجة إلى النوم في تلك الأماكن، وقد يكون الأمر أشد من ذلك إذا كان يترتب عليه إلحاق ضرر بالناس وتعطيل بعض مصالحهم.
والله أعلم.