السؤال
لقد سبق وأن قرأت فتوى لكم تفيد حرمة إقامة علاقة صداقة بين الرجال والنساء عبر الإنترنت أي الدردشة والتعامل مع برامج محادثات الصداقة التي تتم عبر الإنترنت كتابةً، لذلك أريد أن أستوضح حكم ما أفعلهوهو كما يلي: أضع من ضمن المعلومات عني أنني فتاة (عكس حقيقة أني رجل)، فيتصل بي العديد من الشباب ممن يريدون إقامة علاقات مع فتيات أجانب فأتحدث معهم كتابة وأقنعهم بأنهم يقومون بأفعال محرمة فمنهم من يتوب ومنهم من يصر على الذنب ثم أتركهم وهكذا ؟...و شكرا على الإجابه مسبقا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن النصيحة من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى ربه تعالى، ولعظم شأنها جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله في النصيحة كما في حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدين النصيحة . رواه مسلم .
وقد أحسنت بحرصك على النصح إلا أنك لم تحسن اختيار الوسيلة -وإن كنا لنرجو أن تؤجر على نيتك- إذ إن هذا الذي فعلته من الكذب، فحقيقة الكذب الإخبار بخلاف الواقع، وهذا ما حدث منك بالإضافة إلى أن فيه نوعا من التجسس والبحث عن عورات الناس وهذا لا يجوز، علما أن وسائل الدعوة كثيرة ولا داعي لمثل هذا العمل، فالذي نوصيك به أن تجتنب هذه المحادثات، وأن تطلب لنفسك السلامة، وهنالك الكثير من مجالات الدعوة ووسائلها الشريفة، وراجع في الدعوة إلى الله ووسائلها الفتويين : 28335 ، 30150 .
والله أعلم .