السؤال
كيف لي أن أوفق بين هذين الحديثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.الأول قوله من قال لا إله إلا الله دخل الجنة والثاني عندما قال صنفين من أهل النار لم أرهما بعد وذكر منهم نساء كاسيات عاريات وذكر في آخر وصفهم أنهم لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وأعتذر لأني اختصرت الأحاديث وأرجو الإفادة والتفصيل من حضرتكم كما أني أود أن أعلم أني هل أأثم في هذه الأسئلة؟ أرجو الإسراع بالإجابة لأني محتاج لها كثيرا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السؤال عن التوفيق بين الحديثين لا إثم فيه؛ لأنه من السؤال عن العلم النافع. وأما التوفيق بينهما فقد قال ابن عبد البر في التمهيد عند الكلام على حديث الكاسيات العاريات:
وأما قوله: لا يدخلن الجنة. فهذا عندي محمول على المشيئة، وإن هذا جزاؤهن، فإن عفا الله عنهن فهو أهل العفو والمغفرة لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
وقال النووي في شرح مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم: لا يدخلن الجنة. يتأول بتأويلين أحدهما: أنه محمول على من استحلت حراما من ذلك مع علمها بتحريمه، فتكون كافرة مخلدة في النار لا تدخل الجنة أبدا، والثاني: يحمل على أنها لا تدخلها أول الأمر مع الفائزين.
والله أعلم.