السؤال
كان صديقي يكلمني وكنت أنظر إلى النافذة فسألني لماذا لا تنظر إلي فقلت له (أغض بصري)ولم أتعمد أن أغض بصري فهل في هذا بأس؟ جزاكم الله خيراً.
كان صديقي يكلمني وكنت أنظر إلى النافذة فسألني لماذا لا تنظر إلي فقلت له (أغض بصري)ولم أتعمد أن أغض بصري فهل في هذا بأس؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر الله عز وجل بغض البصر عما حرم الله تعالى كالنظر إلى النساء الأجنبيات, فقال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، أما نظر الرجل إلى الرجل فالأصل فيه الإباحة إلا إذا عرض له عارض كخوف الفتنة من الأمرد ونحو ذلك، فقد نص أهل العلم على تحريم النظر إلى الأمرد عند خشية الفتنة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 26446 فنرجو الاطلاع عليها.
وإذا كان الرجل يتحدث مع أخيه أو صديقه فينبغي له أن يكرم حديث أخيه بالإنصات, ومن ذلك التوجه إليه والنظر من غير تحديد, ولا داعي لغض البصر في هذه الحالة. أما الإعراض عنه أو النظر إلى جهة أخرى غير جهة المتحدث فليس من آداب الحديث؛ لما فيه من الجفاء وعدم الاهتمام بالمتحدث أو بحديثه، وقد قيل: أكرم حديث أخيك بإنصاتك, وصنه من وصمة التفاتك.
هذا, وننبه إلى أن ما قلته لصديقك إن كان خلاف الواقع فذلك من الكذب، والكذب محرم -كما لا يخفى- فليحذر المؤمن مواقعته واستمراءه، فإن ذلك سبيلاً لأن يكون سجية يصعب التخلص منها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: .... ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً... الحديث.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني