السؤال
ما هو تفسير المعوذتين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سورتا المعوذتين من أفضل سور القرآن الكريم، فقد روى مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس. وفي رواية لغيره : تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما، وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة . وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين ... الحديث. قال أهل التفسير: في السورتين تعليم للعباد أن يلتجئوا إلى الله تعالى ويحتموا به ويستعيذوا بجلاله وعظيم سلطانه من شر مخلوقاته. ففي سورة الفلق يأمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله رب الفلق وهو ما انفلق من كل شيء عن أي شيء كما قال تعالى : فَالِقُ الْإِصْبَاحِ {الأنعام:96} وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى {الأنعام:95}، من شر كل ذي شر من مخلوقاته، ومن شرالليل إذا أظلم لما يصيب النفوس فيه من الوحشة ولما ينتشر فيه من الأشرار والفجار، ومن شر كل ساحر ينفث سحره في عقده ليضر به غيره، ومن كل شر حاسد يتمنى زوال النعمة عن غيره فيصيبه بعينه الحاسدة ونفسه الخبيثة، والسورة تثبت حقيقة العين والحسد والسحر وضررها .
وفي سورة الناس يأمر بالالتجاء والاحتماء والاستجارة بالله تعالى رب الأرباب ومالك الملك وخالق الناس من شر أعدى الأعداء إبليس العدو الأول للإنسان، والذي يخنس ويختفي عند ذكر الله تعالى، ويوسوس في صدر العبد إذا غفل عن ذكرربه، ومن شر أعوانه وأتباعه من شياطين الإنس والجن الذين يزينون للناس الشر ويقبحون لهم الخير ويغوونهم بأنواع الإغواء والضلال.
هذا باختصار مجمل ما تضمنته السورتان كما جاء في أمهات التفسير، وانظر الفتوى رقم:48316
وبإمكانك أن تطلع على المزيد في تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير وروح المعاني.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني