السؤال
أرجو توضيح كيفية الرد على من يقول بأن الأدب مقدم على الأمر، بمعنى أنه يمكن مخالفة السنة إذا كان ذلك بقصد التأدب مع الله ومع رسوله، كأن نسود النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد وفي الأذان مستدلين على ذلك بمخالفة أبي بكر لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حين أمره بأن يستمر في الإمامة لما خرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة فلم يمتثل للأمر وتراجع إلى صفوف المأمومين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم زيادة السيادة في الأذان والتشهد في الفتوى رقم: 28254 .
وأما مخالفة أبي بكر الصديق لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقد أجاب عنها الحافظ في الفتح فقال عند شرحه للحديث الوارد في ذلك: وفيه الحمد والشكر على الوجاهة في الدين، وأن من أكرم بكرامة يتخير بين القبول والترك إذا فهم أن ذلك الأمر على غير جهة اللزوم، وكأن القرينة التي بينت لأبي بكر ذلك هي كونه صلى الله عليه وسلم شق الصفوف إلى أن انتهى إليه، فكأنه فهم من ذلك أن مراده أن يؤم الناس، وأن أمره إياه بالاستمرار في الإمامة من باب الإكرام له والتنويه بقدره، فسلك هو طريق الأدب والتواضع، ورجح ذلك عنده احتمال نزول الوحي في حال الصلاة لتغيير حكم من أحكامها، وكأنه لأجل هذا لم يتعقب صلى الله عليه وسلم اعتذاره برد عليه. انتهى