السؤال
والدي مصاب بداء السرقة برغم عدم احتياجنا والحمد لله وبرغم أنه عاقل ومدرك لكل تصرفاته فكيف أعامله وكيف أرد ما سرقه حيث إننى لا أعرف أصحاب المسروقات ولا أماكنها وهل علي أي وزر إن لم أرد وكيف أهرب من هذه الفضيحة أنا وأختي الآنسات، إنني لا أطيق أن أنظر إليه بعد انتشار الفضيحة حيث ضبط وهو يسرق الأحذية من المسجد . دلني وأرحني من العذاب .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن السرقة من أقبح المعاصي ومن كبائر الذنوب.. والابتلاء بها داء عضال تصاب به بعض النفوس الخسيسة.. نسأل الله تعالى السلامة والعافية. ولهذا شدد الإسلام في عقوبة صاحبها، فجعلها قطع اليد التي تتناول ما حرم الله تعالى من ممتلكات الناس. فقال سبحانه وتعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {المائدة:38}. فعليك أن تنصح والدك وتعظه دائما برفق ولين وتبين له حرمة السرقة وقبحها وشؤمها.. لعل الله تعالى أن يهدى قلبه ويصلح حاله ويصرف عنه هذا الداء الوبيل، واستمر في نصحه ما لم يغضب. ولا تنس الإكثار له من الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة. وعليكم أن تردوا المسروقات إلى أهلها وإذا لم تعرفوهم فابحثوا عنهم بطريقة خاصة.. واستعينوا على معرفتهم وأماكنهم بوالدكم، والمال المسروق إن لم يعرف صاحبه بحيث يمكن إيصاله له يتصدق به عنه، فإذا وجد يوما خير بين أن يقر تلك الصدقة أو يأخذ حقه. وأما وزر سرقته فليس عليكم منه شيء ما دمتم تنكرون عليه ذلك حسب استطاعتكم ، فقد قال الله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ئ {الأنعام: 164}. وأما معاملته فإن عليكم أن تبروه وتحسنوا إليه وتطيعوه في غير معصية الله تعالى.
والله أعلم.