السؤال
لي صديق في الخمسين من عمره والحمد لله ناجح في حياته وهو صاحب مصنع ويوجد شخص ( للأسف ملتح وإمام مسجد ) يهدده دائما ويبتز منه المال ويهدده بأن يدمره وأنه يستعين بالجن وعندما ناقشه قال له (أنا خلقت لكي أمص دمك ودم الذي مثلك ) مع العلم أن صاحبي إنسان على خلق ودين وكريم ويساهم في أوجه الخير كثير وعنده عمالة كثيرة وجعله الله سببا لفتح بيوت ناس كثيرة ولكنه لاحظ بأن المصائب باتت تتكاثر عليه ، زوجته وأولاه مرضى وهو مريض والمعدات عنده في المصنع تتلف بسرعة وبنته ينزل شعرها خصل ونفسيته دائما تعبانه وخلقه بدأ يضيق ويقول له هذا الشخص إن لم تدفع ما أطلبه منك من مال سأتركك تتكفف الناس 00000 أفيدوني جزاكم الله خيرا هل يمكن أن يؤذي إنسان آخر عن طريق الجان وما هو سبيل الخروج من هذا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن ذلك الشيخ الذي وصفته بأنه ملتح، وأنه إمام مسجد، هو من الأمور الخطيرة والمنكرات الشنيعة، التي لا تليق بمن يدعي الإسلام، فأحرى إمام مسجد.
وتلبس الجني بالإنسي أمر معلوم وواقع، والأدلة عليه كثيرة من الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [البقرة: 270].
وما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي. قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت أصبر. قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها. إلى غير ذلك من الأدلة.
واعلم أن ما يحصل للإنسان من المضايقات الشيطانية، غالبا ما يكون بسبب غفلته عن الأذكار النبوية والتحصينات الإلهية الواردة عن سيد البرية صلى الله عليه وسلم.
وأول الأدوية لذلك هو:
1- المحافظة على الفرائض المكتوبات في أول وقتها، حيث ينادى بهن.
2- إتمام النوافل القبلية والبعدية للصلوات المكتوبات.
3- الإكثار من النوافل المطلقات.
4- الإكثار من ذكر الله تعالى على كل حال كأذكار طرفي النهار وأذكار النوم، والنوم على وضوء.
5- قراءة سورة البقرة يوميا حتى يصرف الله هذه المضايقات الشيطانية.
ولا مانع من أن يذهب المصاب بشيء من ذلك إلى أحد الصلحاء العارفين للرقية الشرعية، فيسترقي عنده.
وليعتقد أن الأمر كله من عند الله، وأن ذلك الشخص ليس له حول ولا قوة، ثم إن له أن يهدده بأن يرفع أمره إلى القضاء ما لم يكف عن تهديده.
والله أعلم