السؤال
إنني امرأة أبلغ من العمر 54 سنة زوجي بدأ يشك في رغم أني حاجة عام 87 و13 عمرة، أطلب من الله حسن الخاتمة، أقسم بالله أنني متقية الله وأحبه ولي منه 3 أبناء متزوجين وعندهم أبناء، بنتي الصغيرة طبيبة، ما حكم هذا التصرف مع هذا الزوج أطلب من الله أن يسامحه؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغيرة شيء طبيعي جبل عليها كثير من المخلوقات والإنسان منها، وقدا أثبت الواقع وقوع ذلك من الرجل ومن المرأة، وهي تعبير من الشخص عن الحب لمن يغار عليه وكراهة مشاركة الغير له في ذلك الحب، فهو من هذه الناحية دليل على صدق المحبة للمحبوب.
لكن ينبغي التنبه هنا إلى أن الغيرة إذا زادت عن حدها ولم تستند إلى دليل فهي جنون، وربما أدت إلى ما لا تحمد عقباه من الخلاف والشقاق، فعلى من ابتلي بذلك أن يحذر، سواء كان ذلك رجلاً أو امرأة، وذلك لأن الأصل في المسلمين السلامة من الفسق، حتى يثبت العكس.
ولهذا كان الخوض في أعراض الناس واتهامهم بأمور لم يفعلوها معصية بل ربما كان ذلك من أكبر المعاصي التي تستوجب الحد إذا تعلق الأمر باتهامهم بالزنا، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:23}، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هي؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله ألا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.
ومن هنا ندعو زوجك إلى أن يتقي الله تعالى فيك وليحذر من التمادي في تلك الشكوك لئلا تفسد العلاقة بينك وبينه أو تؤدي به أن يتهمك بأمر من غير بينة فيقع في الإثم، هذا فيما يتعلق بزوجك.
أما أنت أيتها الأخت فعليك بالصبر ومحاولة إقناع زوجك بترك ذلك الخلق ولتجتهدي في مرضاة زوجك وإبعاد نفسك عن الأمور التي تسبب الغيرة عند زوجك لتنالي بذلك رضا ربك ثم كسب ود زوجك.
والله أعلم.