السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على مولنا رسول الله وآله وبعد:
فضيلة الشيخ هناك قضية شغلتني كثيرا وجعلتني أبحث كثيرا عن هذا الموضوع ولم أصل إلى من يقنعني وهو الذكر الذي يؤخذ بعد كل صلاة "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" إلا أن هناك من يقول إنه بدعة لم يفعلها رسول الله وذلك بدون دليل بالرغم أن هذا الذكر هو استغفار لله، فهل لكم فضيلة الشيخ أن تفتوني عن هذا الموضوع سواء كان بدعة أم لا وذلك بدلائل عن رسول الله وأرجو من الله أن يقنعني استفساركم؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 4817 ذكر بعض الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة، وهذه الصيغة المذكورة رغم أننا لم نجدها في الصيغ الواردة بعد الصلاة فإن ذلك لا يعني أن الإتيان بها بعد الصلاة بدعة، بل إنها صيغة استغفار صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعين لها وقتا في رواية صحيحة، بل قال: من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف. رواه أبو داود والترمذي بهذا اللفظ وصححه الألباني.
وفي رواية أخرى للترمذي: من قال حين يأوي إلى فراشه.. إلى آخر الحديث. وضعفها الألباني.
وخلاصة القول أن هذا ذكر وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والإتيان به بعد الصلاة ليس بدعة، بل إنه دعاء، والدعاء بعد الصلاة مرغب فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الدعاء أسمع، قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات. رواه النسائي وراه الترمذي أيضاً، وحسنه الألباني.
واعلم أن الدعاء مأمور به عموما وخصوصاً في أوقات الإجابة ومواطنها ومنها الصلاة قبل السلام وبعده، وأقل ما في هذا الحديث المذكور أن يكون صيغة دعاء واردة عنه صلى الله عليه وسلم، وما بعد السلام من الصلاة من أوقات الدعاء.
وننبه هنا إلى أن الاستغفار الوارد بعد السلام مباشرة هو: أستغفر الله( ثلاثاً)، فالاقتصار عليه في ذلك المقام أولى.
والله أعلم.