السؤال
أنا سيدة متزوجة منذ 5 سنوات وعلى خلاف دائم مع زوجي وأفكر جديا في الطلاق وحتى آخذ هذا القرار علاقتي متوقفة معة تماما منذ شهر تقريبا على الرغم بأننا نقيم في نفس البيت وذلك لأننا بعيدون عن بلادنا سؤالى هو هل صلاتي غير مقبولة حتى يرضى زوجي عني علما بأننا على خلاف دائم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجدر بك أن تعلمي أن الحياة الزوجية لا تخلو في الغالب من مشاكل، لهذا ينبغي عند حدوث ذلك أن يسعى الطرفان لحلها، وليكن ذلك عن طريق الحوار الهادئ بعيدا عن التشنج والتعصب للمواقف، بل الأولى أن ينظر كل منهما لحق الآخر عليه في حسن العشرة. قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}. وقال: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228}.
ولا شك أن الزوجين إن استشعرا هذا الأمر وطبقاه فإن كل خلافاتهما تذوب وتنتهي.
أما إن عجزا عن فهم ذلك فإن الخلاف بينهما يبقى كما هو، بل قد يتزايد إلى أن يصل إلى ما لا تحمد عقباه من الطلاق.
ومن هنا ندعوك أيتها الأخت إلى بذل الجهد في التصالح مع زوجك وكسب وده، ولتعلمي أن طلب المرأة للطلاق من غير مسوغ شرعي هو معصية لله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما إن كان في طلبها للطلاق موجب شرعي كإضرار الزوج بها في النفقة أو نحوها فلا حرج في طلب الطلاق.
وبهذا تعلمين أن قطعك للعلاقة مع زوجك طوال هذه الفترة لغير مسوغ شرعي من مرض أو مانع شرعي هو مخالفة للشرع يجب عليك التوبة منه، بل إن قبول صلاتك مرهون برضا زوجك وخاصة في أمر الاستمتاع. لما روى الترمذي وحسنه الألباني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون. قال صاحب تحفة الأحوذي عند شرحه لهذا الحديث: قوله: لا تجاوز آذانهم: جمع الأذن الجارحة: أي لا تقبل قبولا كاملا، أو لا ترفع إلى الله تعالى رفع العمل الصالح، إلى أن قال: قال السيوطي: أي لا ترفع إلى السماء كما في حديث ابن عباس عند ابن ماجه: لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا، وهو كناية عن عدم القبول، كما في حديث ابن عباس عند الطبراني: لا يقبل الله لهم صلاة.اهـ
والله أعلم.