السؤال
أولا: أنا دائمة الدعاء لله تعالى وسؤاله الزوج الصالح بشكل عام ولكن هناك شخص بعينه أرغب جدا في الزواج منه فهل إذا دعوت الله أن يرزقني هذا الشخص بشكل خاص وألححت في الدعاء سيكون من نصيبي بإذن الله طبعا، وإذا دعوت بشكل عام وليس لهذا الشخص بالتحديد فهل هذا سيقلل ذلك فرصتي من الارتباط بهذا الشخص.. سؤالي هذا على مبدأ لا يرد القضاء إلا الدعاء.. وعلى مبدأ أنني ربما أرغب في شخص معين ولكن ربما لا يكون الخير من ورائه.. دلوني على الصواب ..ثانيا: أنا أستغفر الله كثيرا وربما في اليوم مرتين أو ثلاثة أجلس جلسة استغفار وربما تستمر لمدة نصف أو ربع ساعة في كل مرة.. أذكر فيها كل أدعية الاستغفار وكل ما أحفظ بخصوص الاستغفار مع الخشوع طبعا وطلب التوبة و المغفرة من الله وأندمج كثيرا في الدعاء لدرجة أحس فيها أنني منفصلة عن عالمي.. وأستمر أناجي الله وأستغفره بكل طاقتي.. فهل هذه الطريقة صحيحة للاستغفار أو الدعاء بشكل عام.. خصوصا أنني إذا تركت هذا الأمر ليوم أو يومين أحس بالغربة والوحشة .. ولكن من شدة اندماجي في الدعاء أحس بالتعب عند الانتهاء وكأنني كنت أؤدي عملا ما.. هل طريقتي في الدعاء صحيحة، أرجو إجابة محددة على سؤالي بدون إحالتي لإجابات سابقة ولكم جزيل الشكر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع أن تدعي الله أن يرزقك شخصا معينا إذا كنت تعلمين صلاحه وتدينه والله سبحانه قريب مجيب وهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}.
ثم اعلمي رحمنا الله وإياك أن الخير في ما اختاره الله عز وجل، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فادعي ربك أن يختار لك ما فيه خير لك وصلاح في الدنيا والآخرة، وارضي بما قسم الله لك، فالله سبحانه هو البر الرحيم اللطيف بعباده الخبير بهم وبما يصلحهم وهو سبحانه أرحم بعبده وأمته من الوالدة بولدها.
فادعيه سبحانه أن يختار لك ما فيه خير، وأن يحصن فرجك عن الحرام وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يرزقك الزوج الصالح وإذا كان الله قد كتب لك وقدر لك الزواج من هذا الشخص فإنه سيكون من نصيبك سواء ذكرته في دعائك أو لم تذكريه.
وأما بشأن سؤالك الثاني فليس في هذه الطريقة مانع، فتخصيص جلسة لذكر الله واستغفاره مع الخشوع وحضور القلب والإقبال على الذكر والدعاء كل ذلك مطلوب، وهو من آداب الذكر والدعاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار، فكان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة، وكان يستغفر الله بعد كل صلاة، وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. فنسأل الله لنا ولك الثبات، ونسأله سبحانه أن يرزقك زوجا صالحا وذرية طيبة إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.