السؤال
هناك جماعة تدعي القدرة على الاتصال بعالم الغيب عن طريق التفكر وأن عملية التفكر قائمة على أساس تخلية النفوس عن كل شيء حتى تكون كالأشياء الفاضية، هل يجوز أن نقوم بهذه العملية؟
هناك جماعة تدعي القدرة على الاتصال بعالم الغيب عن طريق التفكر وأن عملية التفكر قائمة على أساس تخلية النفوس عن كل شيء حتى تكون كالأشياء الفاضية، هل يجوز أن نقوم بهذه العملية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت هذه الجماعة تدعي القدرة على الاطلاع على الغيب المطلق، فإنها كاذبة فيما تدعيه، لأن الغيب المطلق لا يمكن اطلاع الناس عليه، لقول الله تعالى: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ [آل عمران: 179]. ولقوله تعالى: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل: 65].
وإن كانت تدعي الاطلاع على الغيب النسبي وهو ما يعلمه بعض الناس دون بعض، فإنه لا مانع من اطلاع بعض الناس عليه عن طريق الإلهام أو الفراسة أو الرؤيا الصادقة، إلا أنا لا يمكن أن نجزم بأن التفكر وسيلة لذلك، ولا أن من ادعى إلهاما أو كشفا صادق فيما يقول، وليعلم أن المقصد من التفكر في آيات الله ومخلوقاته هو تقوية إيمان العبد وقيامه بالعبودية على أكمل وجه، والهدف من العبادة هو تحصيل مرضاة الله تعالى فأعظم الكرامات هي الاستقامة على طاعة الله.
وأما الإطلاع على بعض المغيبات، فإنه ليس هدفاً للمسلم، ولا يدل على رفعة منزلته، ويدل لذلك أن الصحابة قل فيهم من أثر عنه الكشف.
وأما إن كان المراد أنها تتصل بالملائكة أو الجان أو غير ذلك من عالم الغيب، فإن هذا نوع من الدجل، فإن الاتصال بالجن من أعمال الكهان المحرمة.
وأما القيام بهذه العملية، فإن التفكر في آيات الله مشروع، وأما التخلية فإن أريد بها استشعار الإنسان أن الأشياء كلها بيد الله وأنها لا تأثير ولا فائدة ولا نفع ولا ضر إلا بإذن الله، فإن هذا مشروع.
وإن أريد بها استشعار فناء الأشياء وأنها غير موجودة، فإن هذا خلاف الواقع وخلاف منهج السلف وإنكار للمحسوس، وراجع في الحلول والاتحاد وفي ما يمكن الاطلاع عليه من الغيب وفي التفكر المحمود الفتاوى ذات الأرقام التالية:11542، 15284، 20497، 25660، 5416، 17507، 4390، 5697، 6342، 25692والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني