السؤال
سؤالي محرج جداً، لكن لا حياء في الدين، وجزاكم الله خيراً، إني أسمع أبي وهو يجامع أمي، أستحي وحتى أني كرهت والدي وأمي ما العمل فأنا تعقدت والله، والله وحده يعلم معاناتي؟
سؤالي محرج جداً، لكن لا حياء في الدين، وجزاكم الله خيراً، إني أسمع أبي وهو يجامع أمي، أستحي وحتى أني كرهت والدي وأمي ما العمل فأنا تعقدت والله، والله وحده يعلم معاناتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص الفقهاء على أن من آداب الجماع أن يجامع الرجل زوجته بعيداً عن أعين الناس وأسماعهم، قال ابن قدامة في المغني: ولا يجامع بحيث يراهما أحد، أو يسمع حسهما، ولا يقبلها ويباشرها عند الناس، قال أحمد: ما يعجبني إلا أن يكتم هذا كله، وقال الحسن في الذي يجامع المرأة والأخرى تسمع، قال: كانوا يكرهون الوجس، وهو الصوت الخفي. انتهى.
وهذا الأدب تنبغي مراعاته بين الزوجين، ولاسيما في حق الأولاد لما له من تأثير سلبي عليهم، وهذا في حق الزوجين، وأما الأولاد فلا يجوز لأحد منهم القصد إلى سماع ذلك، ولو حصل أن وصل ذلك إلى سمع أحد منهم فليسارع إلى الابتعاد أو فعل ما يحول بينه وبين هذا السماع.
ومن هنا نقول للأخت السائلة: اجتهدي في بذل الأسباب التي تحول دون سماعك جماع أبيك لأمك، ولو حدث مرة شيء من ذلك بلا قصد منك فلا حرج عليك، فهوني على نفسك، ولا تسترسلي في التفكير في هذا الأمر، لأن التفكير فيه قد يؤدي إلى عواقب سيئة. وما ذكرت من كراهيتك لوالديك بسبب هذا الذي يحدث فلا يجوز لك كراهيتهما بسببه، فإن للوالدين حقاً عظيماً عليك، ويجب عليك إكرامهما وتقديرهما، وقد قرن الله تعالى شكره بشكرهما فقال: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14].
ولو فرض أنهما قصدا إيذاءك بهذا الفعل وهذا بعيد، فلا يجوز بغضهما لأجله، فكيف والحال أنهما لم يقصدا شيئاً من ذلك، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 21916.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني