السؤال
أعمل في شركة سياحية في قسم السياحة الدينية - وعمري: 56 عاما، وباختصار: فأنا مثل أي إنسان يتمنى فرصة الحج، وأتمناها جدا -والله يعلم ما في قلبي- وأتمنى العمرة، لكنني موظف، وقريب إلى المعاش، وفي ظل الظروف.. والأسعار المبالغ فيها، والتي لا يقدر عليها سوى المقتدر، ونحن ننظم عدد الحجاج بالقرعة لترسل للوزارة، ولا بد أن يكون لنا عدد معين، والباقي فرد واحد، ونكمل المجموع، ونرسله، وبعد ذلك ننتظر من سيحج، ومن ليس له نصيب بالقرعة، وصاحب الشركة قال لي نكمل العدد بك، وأكتب اسمك، فإن نجحت فقدم اعتذارا، فالمهم أن يكتمل العدد، فقلت له حرام، كيف أنجح، ثم أقدم اعتذارا بسبب ظروفي المادية....؟ فقلت له المبلغ الذي معي نصف قيمة برنامج الحج، وعندي: 56 سنة، وقد أكرمني الله بأطفال على الكبر، ولم يدخلوا المدارس بعد، ولو جاءني الموت فليس هناك شيء أتركه لهم، والمبلغ الذي سأتركه لهم ليس خاصا بي.. ولم أستطع أن أقترض لأكمل تكلفة الحج، وصاحب الشركة قد اختار زميلا لي في العمل، ونجح بقرعة الحج، والله كتبها له، وظروفه -ما شاء الله- تسمح له... فهل ارتكبت محرما؟ وهل ضيعت فرصة الحج؟ وأنا لا أنام، وأشعر بالذنب، لأنني فعلا أتمنى العمرة، والحج لغسل ذنوبي، وأن أعتمر عن أمي، وأبي، وأشعر بالتعب كل ما فكرت.. فهل أنا مخطئ؟