السؤال
أختي الصغيرة -عمرها 15 سنة- عندها فوبيا شديدة من الظلام؛ فعندما ينقطع النور ليلا تذهب وتنام بجوار أخي -عمره 22 سنة - لشدة خوفها.مع العلم أن أبي وأمي قد تُوفيا- رحمهما الله-، وأنا معظم الوقت مسافرة بسبب الدراسة في الكلية.مع العلم أننا نحن الثلاثة في معظم الأوقات ننام في نفس الغرفة، لكن لكل واحد منا سرير منفصل. فهل هذا صحيح؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنوم الإخوة والأخوات في غرفة واحدة؛ جائز؛ إذا كان لكل واحد فراش منفصل.
أمّا نوم البنت مع أخيها البالغ في نفس الفراش متلاصقين؛ فهذا محرم غير جائز.
ففي سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع.
جاء في الدر المختار شرح تنوير الأبصار: وإذا بلغ الصبي أو الصبية عشر سنين يجب التفريق بينهما، بين أخيه وأخته وأمه وأبيه في المضجع. انتهى.
وفي حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني: وأما رجل وأنثى فلا شك في حرمة تلاصقهما تحت لحاف ولو بغير عورة، ولو من فوق حائل حيث كانا بالغين. انتهى.
وفي التهذيب في فقه الإمام الشافعي: وإذا بلغ الصبي أو الصبية عشر سنين، يجب التفريق بين أخيه وأخته وأمه وأبيه في المضجع. انتهى.
وأمّا نومهما في سرير واحد غير متلاصقين؛ فقد قال بعض أهل العلم بجوازه إذا أمنت الفتنة، وقال بعضهم بعدم جوازه وهو أحوط.
جاء في أسنى المطالب في شرح روض الطالب: قيل التفريق في المضاجع يصدق بطريقين أن يكون لكل منهما فراش، وأن يكونا في فراش واحد، ولكن متفرقين غير متلاصقين.
وينبغي الاكتفاء بالثاني؛ لأنه لا دليل على حمل الحديث على الأول وحده.
قال الزركشي: حمله عليه هو الظاهر، بل هو الصواب؛ للحديث السابق: فرقوا بين فرشهم، مع تأييده بالمعنى وهو خوف المحذور. انتهى.
وعليه؛ فالأحوط ألا يناما في فراش واحد، ولو كانا غير متلاصقين.
والله أعلم.