السؤال
سمعت أن بعض السنن الأفضل عدم فعلها كل يوم، كي لا يظن أنها واجبة، لكننا نصلي الوتر تقريبا كل يوم، ونافلة الفجر كذلك، كما أن القبض في الصلاة سنة، ونحن نقبض في كل صلاة، وهناك من يقول مكروه تركه، ونصلي المغرب جهرا كل يوم. كما أن هناك من يقرأ ورده اليومي كل يوم، فكيف نجمع بين هذا وبين المقولة الأولى؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما واظب عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من السنن كالسنن الرواتب، والوتر، وما كان يواظب عليه مثلا من هيئات الصلاة؛ كرفع اليدين عند تكبيرة الإحرام مثلا، فكل ذلك تشرع المداومة عليه، وعدم الإخلال به، ولم نر من العلماء من نص على استحباب ترك الوتر، أو السنن الرواتب أحيانا، حذرا من الظن بوجوبها، وإنما قيل ذلك في بعض المسائل التي يخشى أن يتسرب إلى العوام ظن بوجوبها، فيعدون المخل بها مفرطا، كما قاله من قاله من الفقهاء في المداومة على قراءة السجدة، والإنسان في فجر الجمعة، ومن العلماء من يرى أنه لا يلتفت لهذه المفسدة المخوفة، بل يواظب على تلك السنة بكل حال، وانظر الفتوى: 37992
وأما ما لا يخشى أن يعتقد الناس وجوبه كالسنن الرواتب، أو ما اختلف في وجوبه أصلا؛ كالوتر، فلا قائل -فيما نعلم- باستحباب تركه.
والله أعلم.