السؤال
كنت أجهل بأن غسل الأذنين واجب في الغسل، وكنت أكتفي بمسحهما العادي أثناء الوضوء في الغسل الكامل. فهل عليَّ إثم في المرات السابقة؟ وهل يلزمني إعادة الغسل الذي قمت به اليوم؟ علماً أنني لم أعلم بالوجوب إلا عشية هذا اليوم بعد الاغتسال. فهل عليَّ قضاء جميع الصلوات الفائتة، لأني منذ أن بدأت الاغتسال في حياتي لم أغسل أذني، واكتفيت بمسحهما؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب غسل الأذنين في غسل الجنابة، إذ لا بدّ من تعميم الماء على ظاهر الجسد، كما تقدم في الفتوى: 212590.
ومن اغتسل للجنابة ولم يغسل أذنيه، فصلاته باطلة تجب إعادتها. جاء في الشرح الكبير للدردير المالكي: (ومن) (ترك فرضًا) من فروض الوضوء، ومثله الغسل غير النية، أو لمعة تحقيقًا أو ظنا، كشك لغير مستنكح وإلا لم يعمل به (أتى به) بعد تذكره فورًا وجوبًا، وإلا بطل وضوءه، بنية إكمال وضوئه (وبالصلاة) التي كان صلاها بالناقص. اهـ. وراجعي المزيد في الفتوى: 182855.
فالواجب عليك -عند جمهور أهل العلم- قضاء جميع الصلوات التي وقعت باطلة، لعدم كمال الطهارة، وإن جهلت العدد فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة، وعن كيفية قضاء الفوائت الكثيرة انظري الفتوى: 61320.
وعلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن وافقه من أهل العلم، فلا إعادة عليك، وراجعي بشأن ذلك الفتوى: 454546.
ولا يلحقك إثم لأجل ترك غسل الأذنين هنا، للعذر بالجهل؛ لأن هذه المسألة مما يخفى حكمه على عامة الناس، وضابط العذر بالجهل تقدم بيانه في الفتوى: 19084.
والله أعلم.