السؤال
من المعلوم أن الصفوف تبدأ من خلف الإمام، أي: من الوسط تساويًا معه، ذات مرة دخلت المسجد والصلاة قد بدأت، فوجدت شخصين على الجانب الأيسر كليًا من الصف، وبعيدان عن المكان المطلوب (خلف الإمام). فهل يجب أن أقف معهما على الجانب الأيسر، أم أتركهما وأقف خلف الإمام بمفردي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأولى والأفضل الوقوف خلف الإمام، وجعل الإمام في وسط الصف، حتى يتساوى طرفا الصف عن يمين الإمام، وعن يساره، وكان الأولى أن يبدأ الصف من خلف الإمام. كما سبق في الفتوى: 2553.
وما فعله الشخصان الواقفان عن يسار الإمام خلاف السنة، بل تبطل صلاتهما عند الحنابلة إذا لم يكن عن يمين الإمام أحد، وأكثر أهل العلم على صحة صلاتهما.
قال ابن قدامة: وأما إذا وقف عن يسار الإمام، فإن كان عن يمين الإمام أحد، صحت صلاته؛ لأن ابن مسعود صلى بين علقمة والأسود، فلما فرغوا قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل. رواه أبو داود، ولأن وسط الصف موقف للإمام في حق النساء والعراة، وإن لم يكن عن يمينه أحد، فصلاة من وقف عن يساره فاسدة، سواء كان واحدًا أو جماعة.
وقال أيضًا: وأكثر أهل العلم يرون للمأموم الواحد أن يقف عن يمين الإمام، وأنه إن وقف عن يساره، خالف السنة. اهـ
ولا يجب عليك الوقوف مع الشخصينِ، بل تقف خلف الإمام، وصلاتك صحيحة، ولكن هذه الهيئة خلاف الأفضل، لما فيها تقطيع الصف.
جاء في منح الجليل للشيخ محمد عليش المالكي: (و) جاز (عدَم) بفتح العين والدال (إلصاق مَن) بفتح الميم أي مأموم مصل (على يمين الإمام أو) مَن على (يساره بِمَن) أي مأموم صلى (حذوه) بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة، أي خلف ظهر الإمام، فيجوز عدم إلصاقهما معًا بِمَن خلفه. وعدم إلصاق من على يمينه بمن على يساره. والمراد بالجواز خلاف الأولى، لأنه تقطيع للصف ووصله مستحب. اهـ.
والله أعلم.