السؤال
عمري 22 سنة، توفيت قريبة لنا، وأردت الذهاب إلى بيتها للتعزية، فرفضت أمي، وقالت إن من العادات أن لا تذهب إلا المتزوجة، فقلت لها هذا غير موجود في الشرع، ويجب أن أذهب، فغضبت... فهل يجوز أن أذهب دون رضاها؟
عمري 22 سنة، توفيت قريبة لنا، وأردت الذهاب إلى بيتها للتعزية، فرفضت أمي، وقالت إن من العادات أن لا تذهب إلا المتزوجة، فقلت لها هذا غير موجود في الشرع، ويجب أن أذهب، فغضبت... فهل يجوز أن أذهب دون رضاها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجوابنا يتلخص فيما يلي:
1ـ التعزية مستحبة، وليست واجبة، جاء في الموسوعة الفقهية: لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي اسْتِحْبَابِ التَّعْزِيَةِ، لِمَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ. اهــ.
فلا يجب عليك الذهاب لأجل التعزية، سواء وافقت أمك أم لا.
2ـ لم يخص الشرعُ التعزيةَ بالمتزوجة، دون العزبة -فيما نعلم- فيجوز للفتاة غير المتزوجة أن تعزي قريباتها، كما يجوز للمتزوجة ذلك.
3 ـ لا يجوز لك أن تذهبي، وتُغْضِبِي أمك بسبب التعزية، وطاعة الأم واجبة، في غير معصية الله تعالى، والتعزية مستحبة -كما قدمنا- وإذا تعارض فعلُ الواجبِ، وفعلُ المستحب، قُدِّم الواجبُ، وتُرِكَ المستحب، والوالدة تطاع في ترك المستحب، كما فصلناه في الفتوى: 252808.
فاجتهدي في استرضاء أمك، ولا تغضبيها ثانية.
4ـ يمكن أن تجمعي بين التعزية، وبين طاعة أمك في عدم الذهاب، وذلك بأن تعزيهم بالاتصال الهاتفي، أو ترسلي التعزية مع أمك، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم التعزية مع رسول، ففي الصحيحين، في قصة وفاة حفيد النبي صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَأَخْبِرْهَا: أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا، فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني