السؤال
ما حكم شيخ يُدَرِّس القرآن ليلًا وصباحًا لطلبته، ولكنه لا يصلي في المسجد أبدا، إلا صلاة الجمعة، ويقول: أنا لا أعتمد على الصلاة أمام الله يوم القيامة، أنا أعتمد على تدريس القرآن، فإذا تقبل الله مني عشرة مجازين، فقد فزت، علما بأنه يسكن قريبا من المسجد، ومدرسته بجانب المسجد، فهل يجوز ترك الصلاة في المسجد بسبب الدراسة، أو التدريس؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحن نجيب على سؤالك الأول فنقول: إن هذا الإمام مخطئ خطأ كبيرا، وذلك أنه قدوة لمن يحفظهم، ويدرسهم كتاب الله، فلا بد أن يكون سبَّاقًا إلى الخير، ومثالًا لهم يحتذى في فعل الطاعات، والرغبة في فعل الخيرات، ثم هو أول من ينبغي أن يكون منقادًا لهذا القرآن الذي يدرسه، ويحفظه، والذي يحث على السعي إلى الخيرات، والمسابقة إلى الطاعات، والمسارعة إلى الجنات، ولا شك أن تهوين شأن الصلاة عموما، وصلاة الجماعة خصوصا مما ينبئ عن رقة الدين، فقوله: أنا لا أعتمد على الصلاة أمام الله؛ مشعر بعدم اهتمامه بهذه الشعيرة العظيمة، التي هي عمود هذا الدين، وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ثم إننا لا نعتمد على شيء من عملنا، وليس لنا مطمع إلا في رحمة الله تعالى، فنتعرض لها ما وسعنا في جميع القرب، ومن أهمها الصلاة، عسى أن تدركنا رحمته تعالى، وأما من حيث الإثم: فإن كان يصلي في بيته جماعة، فلا إثم عليه فيما نفتي به، وإن فاته الأجر العظيم، والفضل الكبير، وإن كان يصلي منفردا، فهو آثم، لترك صلاة الجماعة، وانظر الفتوى: 128394.
فينبغي أن تناصحوا هذا الشيخ بلين ورفق، وتبينوا له أهمية شهود الجماعة في المسجد، وأهمية أن يشهدها مثله، لكونه قدوة لطلبته، والمحيطين به.
والله أعلم.