السؤال
شخص مبتلى بالتدخين، وعند نصحه للتخلي عنه لا يستجيب، ونحن نخشى عليه إلقاء نفسه في التهلكة؛ لأن التدخين لا محالة سبب للعديد من الأمراض الخطيرة، وبالتأكيد فإنه محرم، وهذه معصية. فما الحل معه؟
نحن نوقن أنّ الدعاء بعون الله سيكون سببًا لهدايته، ونحن مستمرون في الدعاء له بأن يصرفه الله عنه، ويشفيه، ويعافيه منه. ولكن إلى أن يتعافى، ويهديه الله بإذنه تعالى، ويقلع عنه. هل يجوز أن نستودعه الله من شر التدخين؟ حيث إن الله يحفظ ودائع عباده. فمن استودع شيئًا عند الله حفظه. هل يجوز مثل هذا الدعاء له لتحصينه من شر التدخين المبتلى به في الوقت الحالي؟
فوالله إن قلوبنا تتقطع لحاله، ونرجو من الله أن يهديه صراطه المستقيم، ويحفظه لنا من شر هذا البلاء. فهل ممكن الاستيداع إضافة للدعاء له بالهداية؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهدي قلب هذا المبتلى بالتدخين، وأن يوفقه إلى ترك هذه العادة السيئة المضرة المحرمة.
ومن الحلول معه للإقلاع عن التدخين أن تبينوا له برفق حكم التدخين، ومضرته، وأن فيه معصية الخالق، وقد ذكرنا ذلك في الفتويين: 1671، 1819.
ثم اذكروا له الأمور المعينة للإقلاع عن التدخين، وقد ذكرنا بعضًا منها في الفتوى: 20739.
كما أنه الآن توجد عيادات متخصصة للمساعدة على الإقلاع عنه، وفي بعض البلدان يوجد ما يعرف بجمعيات وجماعات التائبين المقلعين عن التدخين، ولقد وجد أن الانضمام لهذه الجمعيات يؤدي إلى نتائج إيجابية فعالة، حيث إن أعضاء هذه الجماعات كانوا في أغلبهم من أشره المدخنين.
وينبغي أن لا تغفلوا جانب الدعاء له، فإنه من أعظم أسباب الهداية، والإقلاع عن الآثام.
وأما الدعاء بأن يستودع الله هذا الشخص المبتلى لحفظه من هذا الشر، فجائز لا حرج فيه، وهو داخل في الدعاء، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن الله إذا استودع شيئا حفظه. رواه ابن حبان.
وكان صلى الله عليه وسلم يستودع الله بقوله: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. رواه ابن السني وقال العراقي والألباني: إسناده حسن. وفي رواية لابن السني وأحمد عن أبي هريرة أنه قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أردت سفرًا تقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك.
والله أعلم.