السؤال
تحدث لي أحداث كثيرة نهارَ الأحد -كأن يمرض ابني، أو تمرض زوجتي، أو تتعطّل بسيارتي-، ومنذ فترة توفيت ابنتي نهار الأحد، وتحدث لي أشياء مزعجة كثيرة، وأتعجّب لما يحدث لي في ذلك النهار.
أعلم أنه لا يجوز التشاؤم بيوم من أيام الأسبوع، ولكني أرجو منكم أن تفيدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أصاب الأخ السائل في حكمه أنه لا يجوز التطيّر بشيء من أيام الأسبوع، قال نجم الدين الغزي في «حسن التنبه لما ورد في التشبّه»: روى وكيع في "الغرر"، والخطيب في "تاريخه" بسند ضعيف، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آخِرُ أَرْبِعَاءٍ في الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ".
وكثيرًا ما يحتجّ به كثير من الحمقى في التطيّر بآخر أربعاء من الشهر؛ حتى لا يتحركون فيه بحركة، ومنهم من لا يخرج فيه من بيته.
ويردّه الحديث الصحيح: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ"، والحديث الصحيح: "لا طيَرَةَ" ... واللائق بالمؤمن ألا يتطيّر من شيء أصلًا، بل إذا تطيّر يمضي، ويعلم أن الطيرة على من تطيّر ... فإذا بطل التطيّر بأيام الأسبوع لما ذكر؛ فليبطل التطيّر بيوم الأربعاء. اهـ.
والمطلوب من السائل هو حسن الاستعانة بالله تعالى، وصدق التوكّل عليه؛ فهذا يذهب أثر التطيّر، كما في حديث: الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يُذهِبه بالتوكّل. رواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وصحّحه الألباني. وانظر للفائدة الفتاوى: 65709، 207100، 38340.
ثم عليك بالأسباب الشرعية للحفظ والوقاية: من الإلحاح في الدعاء، وملازمة ذِكْر الله، ولا سيّما في الصباح والمساء، وعند النوم، وكثرة الاستغفار، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانظر للفائدة الفتوى: 358798.
والله أعلم.