السؤال
أحيانًا ننام عند أهل الزوج، وأستحي أن أغتسل عندهم، ويحصل لي من ذلك حرج، وأحيانًا أحمل هَمَّ شعري؛ لأني أكون مصففة إياه، وأجد مشقة في ذلك، وأحاول أن أرفض، وأحيانًا أكون متعبة مرهقة من عمل البيت أو غيره، أو أشعر بصداع، فأرفض دعوته للفراش، فما حكم ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المرأة مأمورة شرعًا بإجابة زوجها للفراش إذا دعاها، وورد في حقّها الوعيد الشديد إن هي امتنعت لغير عذر شرعي، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: هذا دليل على تحريم امتناعها من فراشه لغير عذر شرعي. اهـ.
وجاء في كشاف القناع للبهوتي: وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت، على أيِّ صفة كانت، إذا كان الاستمتاع في القبل... ما لم يشغلها عن الفرائض، أو يضرّها؛ فليس له الاستمتاع بها إذن؛ لأن ذلك ليس من المعاشرة بالمعروف، وحيث لم يشغلها عن ذلك، ولم يضرّها؛ فله الاستمتاع. اهـ.
ومجرد الحرج الذي يلحقك بالاغتسال في بيت أهل زوجك، أو همّ شعرك؛ لا يسوّغ لك الامتناع عن إجابة زوجك للفراش، وكذلك الحال بالنسبة للإرهاق، والصداع، إن لم يترتب على ذلك ضرر، أو مشقة لا تحتمل.
وينبغي أن يكون هنالك تفاهم بين الزوجين، ومن حسن العشرة أن يراعي الزوج زوجته في الحالات التي قد يلحقها فيها شيء من الحرج، والمشقة، ولو كانت محتملة؛ فإن هذا مما تقوى به العشرة، وتكتسب به المودة.
والله أعلم.