السؤال
أريد أن أعرف ما يكفيني في العقيدة؛ لأعتقده، بحيث لا أكون مقصرا فيها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يكفيك أن تؤمن بالله -تعالى- وتفرده بالعبادة، وأنه لا يستحق العبادة سواه. وتؤمن بربوبيته، وأنه الخالق المالك المدبر لكل شيء. وتؤمن بأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه من غير أن تعرض لها بتعطيل أو تأويل.
وتؤمن بالملائكة الكرام، وبالرسل -عليهم السلام- إجمالا، وبمن بلغك خبره منهم في الكتاب أو السنة تفصيلا.
وتؤمن بالكتب المنزلة، وأن خاتمها القرآن المنزل على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وأنه ناسخ لجميع الكتب، وأنه لم يبدل ولم يحرف، وأنه كلام الله -تعالى- تكلم به على الحقيقة، فألفاظه ومعانيه من عند الله تعالى.
وتؤمن باليوم الآخر، وما يتضمنه ذلك من الإيمان بسؤال الملكين، وعذاب القبر ونعيمه، والصراط والميزان، والجنة والنار وما يتعلق بذلك من المسائل التي دل عليها القرآن والسنة.
وتؤمن بالقدر خيره وشره، وأن الله -تعالى- خالق أفعال العباد، وأنه لا يقع في الكون شيء إلا بإذنه، وأن العباد مسؤولون عن أعمالهم؛ لأنهم يعملونها بمشيئتهم واختيارهم الذي أوجده الله فيهم.
وتؤمن بأن الإيمان قول وعمل، وأن أهله يتفاضلون فيه. وأن أصحاب الذنوب لا يخلدون في النار، ولا يخلد فيها إلا الكفار.
وتعتقد فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم على مراتبهم في المنزلة التي أنزلهم الله إياها، وأن أفضلهم الصديق، ثم الفاروق، ثم ذو النورين، ثم أمير المؤمنين علي -رضي الله عنهم- ثم سائر العشرة.
فهذه هي جمل الاعتقاد الأساسية التي يتعين على كل مسلم الإيمان بها، ويسعك أن تطالع مصنفا لطيفا مما صنف في هذا المعنى، ومن أمثل ذلك العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولمعة الاعتقاد للموفق ابن قدامة، وعقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ ابن عثيمين.
ومن الكتب المفيدة في هذا الباب: كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، وكتاب سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة للدكتور عمر الأشقر. والمصنفات في هذا الباب تستعصي على الحصر.
ومن التمس الهدى في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن الله -تعالى- يهديه وينور بصيرته.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني