السؤال
أسافر من عملي الذي أقيم فيه طوال الأسبوع إلى بلدتي الساعة الثانية ظهرًا كل يوم خميس، والمسافة أكثر من 200 كيلو، وأثناء السفر يدخل عليّ وقت العصر، وأحيانًا أصل بلدتي قبل أذان المغرب، وأحيانًا أخرى أصل بعد أذان المغرب، فهل يجوز جمع صلاة العصر مع الظهر؟ علمًا أن موعد صلاة الظهر الساعة 12 ظهرًا، أي قبل تركي مكان عملي والسفر بساعتين، وإذا كان جائزًا؛ فهل أصلي الظهر أربع ركعات، والعصر ركعتين؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي حالة ما إذا كنت تريد الجمع، فيجوز تأخير الظهر حتى تصليها قصرًا وجمعًا مع العصر بعد شروعك في سفرك، ومجاوزتك جميع بيوت بلدة محل عملك التي أنت مسافر منها؛ وعندئذ تصليهما قصرًا (ركعتين ركعتين) وجمعًا، قال صاحب نَيْل المَآرِب بشرح دَلِيل الطَّالِب الحنبلي: (والأفضلُ) لمن يريد الجمعَ (فعلُ الأرفقِ) به (من تقديمِ الجمعِ) أي: تقديم العصرِ في وقت الظهر، وتقديمِ العشاءِ في وقتِ المغربِ (أو تأخيرِهِ) أي: تأخيرِ الظهرِ إلى وقتِ العصرِ، وتأخير المغرب إلى وقَتِ العَشاءِ. انتهى.
ولا يجوز القصر ولا الجمع حتى يبدأ السفر بالفعل؛ إذ لا تكفي مجرد نية السفر، أو العزم عليه؛ لأن الله تعالى يقول: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ [النساء:101]، فجعل جواز القصر مشروطًا بالضرب في الأرض، الذي هو السير فيها، قال ابن قدامة في المغني: وجملته: أنه ليس لمن نوى السفر القصر حتى يخرج من بيوت قريته، ويجعلها وراء ظهره؛ وبهذا قال مالك، والشافعي، والأوزاعي، وإسحاق، وأبو ثور، وحكي ذلك عن جماعة من التابعين. انتهى.
وبناء عليه؛ فلا يجوز لك جمع وقصر الظهر والعصر قبل السفر, وإنما يجوز لك الجمع والقصر إذا شرعت في السفر بالفعل.
وراجع في ذلك الفتاوى: 199745، 34330، 49201.
والله أعلم.