السؤال
ما هي الفوائد والعبر من قراءة وسماع قصص الأنبياء في القرآن والسنة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن العبر المأخوذة من قصص الأنبياء كثيرة، ولا يمكن إحصاؤها، فقد قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {يوسف:111}. أي: ليعتبر بها أهل الخير وأهل الشر، وأن من فعل مثل فعل أولئك الهداة؛ ناله ما نالهم من كرامة. ومن كذبهم، وخالف هديهم؛ ناله ما نال المكذبين المعرضين. وفي بيان هديهم أيضا دعوة للتخلق بأخلاقهم؛ كالصبر، والثبات رغم المحن التي تعرضوا لها في سبيل الدعوة.
وقال سبحانه أيضا: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {هود:120}.
قال السعدي في تفسيره:( فُؤَادَكَ} أي: قلبك ليطمئن ويثبت ويصبر، كما صبر أولو العزم من الرسل، فإن النفوس تأنس بالاقتداء، وتنشط على الأعمال، وتريد المنافسة لغيرها، ويتأيد الحق بذكر شواهده، وكثرة من قام به. وهي أيضا ثبات لكل صاحب رسالة، ولكل داع يدعو إلى الله. وقوله: {وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} أي: يتعظون به، فيرتدعون عن الأمور المكروهة، ويتذكرون الأمور المحبوبة لله، فيفعلونها. انتهى.
وللمزيد حول ذلك يمكنك مراجعة كتب التفسير.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني