السؤال
هل اسم الصحابية التي كانت تصرع، فدعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم، أُمُّ زُفر الحبشِية الأسدية -رضي الله عنها-؟ وهل كانت متزوجة ولديها ولد، فسميت بأم زفر، أم ليس لديها ولد؛ لأن الذي يصرع يكون غير قادر على الزواج والإنجاب؟ جزاكم الله خيرًا.
هل اسم الصحابية التي كانت تصرع، فدعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم، أُمُّ زُفر الحبشِية الأسدية -رضي الله عنها-؟ وهل كانت متزوجة ولديها ولد، فسميت بأم زفر، أم ليس لديها ولد؛ لأن الذي يصرع يكون غير قادر على الزواج والإنجاب؟ جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقصة المرأة التي كانت تصرع ثابتة في الصحيحين، فعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت، ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. قالت: أصبر. قالت: فإني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها.
قال ابن حجر في فتح الباري: واسمها سعيرة الأسدية... وسيأتي في الطب أنها أم زفر. انتهى.
وفي حديث آخر عند البخاري عن عطاء: أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة. اهـ.
وقد علّق العيني في عمدة القاري على هذا الحديث قائلًا: الذي يفهم من هذه الرواية التي رواها البخاري ...: أن أم زفر هي المرأة السوداء المذكورة؛ وبهذا قال الكرماني: أم زفر، بضم الزاي وفتح الفاء وبالراء، كنية تلك المرأة المصروعة، ولكن الذي يفهم من كلام الذهبي في (تجريد الصحابة) أن أم زفر غير السوداء المذكورة؛ لأنه ذكر كل واحدة منهما في باب، وكذلك يفهم من كلام ابن الأثير: إن أم زفر غيرها. انتهى.
ومهما يكن من أمر؛ فسواء أكانت تلك المرأة كنيتها أم زفر أم لا؛ فهذا لا يترتب عليه شيء.
وعلى فرض ثبوت تلك الكنية؛ فقد يكون لها ولد اسمه زفر، كنيت به، وقد لا يكون ذلك؛ لأنه لا يلزم من الكنية باسم كونه ابنًا للمكتني، كما هو معلوم.
ثم إنه على فرض كون المرض الذي أصابها لا ينجب صاحبه، فربما رزقت الولد قبل أن يصيبها ذلك، والصرع أنواع، ولا نعلم حقيقة نوع الصرع الذي كانت تصاب به، وهل يؤثر على الإنجاب أو لا؟
وما اطلعنا عليه حول الصرع أنه لا علاقة له بالإنجاب، ولا يمنعه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني