السؤال
كنت دائمًا أضيق على أخي في كلامي، وطريقة توجيهي له كانت قاسية؛ وذلك بسبب فعلة فعلها أضرّت بسمعتنا، إلى أن جاء يوم وفاته، فأوجعته كالمعتاد بكلامي، فكتب ورقة أنه سيشرب السم، وأنه ينتظرنا في أحد الحقول، فذهبت لأحضره، وأصلح ذات بيننا؛ وإذ بيده سم عبارة عن مبيد حشري، فشربه، وسقط على الأرض قائلًا: هكذا يا محمد، فسارعت الزمن لإنقاذه، فهل أكون أنا السبب في وفاته؟ وهل هذه الطريقة من المكتوب له، أم إنه لما تألّم من كلامي قرّر أن يشرب السم؟ أرجو الإفادة، وإن أوجعتموني، فلا بأس.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنك أخطأت في طريقة نصحك وتوجيهك؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
فكان عليك أن تناصح أخاك بلِين ورفق، وأن تسعى لاستصلاحه، وجعله يصلح ما تسبّب فيه من الأذية لسمّعتكم.
أما وقد حصل ما حصل، فلا تلزمك دية، ولا كفارة؛ لأنه هو الذي قتل نفسه.
وعليك أن تكثر من الاستغفار، والدعاء له، لعل الله أن يتجاوز عنه، ويتداركه برحمته؛ فإنه قد ارتكب كبيرة من أكبر الكبائر -عفا الله عنه-.
والله أعلم.