السؤال
عندي 16 سنة، وأنا من أسرة متحفظة، من صغري وأنا لا أخالط الأولاد أبدا، وليس لي أيُّ تعامل معهم. في وقت فراغي دائما ما تراودني تخيلات وأفكار لا أستطيع القيام بها في الحقيقة، فأتخيلها. وكثيرا ما تكون قصصا أختلقها، أحد طرفيها ولد، والآخر إما أنا، أو شخصية أصنعها في تفكيري.
وبما أن علاقة الفتاة والفتى محرمة، أصنع قصصا في خيالي، لا تحتوي على علاقة غير شرعية، ولكني أستمتع بتخيل أحاديث تجري بكلمات عن الحب بينهما، ولا أعلم إن كان ذلك يجوز أم لا يجوز؛ بما أنه -فقط- من وحي الخيال.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك أولا على حرصك على اجتناب ما يحرم من مخالطة الأجانب ونحو ذلك، فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا، وأن يرزقك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى.
وبخصوص هذه القصص المتخيلة؛ فمجرد التخيلات والخواطر لا مؤاخذة عليها، فالأصل أن الإنسان لا يحاسب على مجرد حديث النفس من غير أن يتحول إلى أفعال أو أقوال؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله -عز وجل- تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به.
ولكن الاسترسال مع هذه التخيلات قد يفتح بابا إلى الشر والفساد بتهيج الشهوة، وتفريغها من سبيل محرم، وكثير من المعاصي قد تكون سببها مثل هذه الخواطر.
قال ابن القيم في كتاب الفوائد: دافع الخطرة، فإن لم تفعل، صارت فكرة. فدافع الفكرة، فإن لم تفعل، صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل، صارت عزيمة وهمّة. فإن لم تدافعها، صارت فعلًا. فإن لم تتداركه بضده، صار عادة، فيصعب عليك الانتقال عنها. اهـ.
فنوصيكِ باستثمار الفراغ فيما ينفع من أمر الدنيا والآخرة، واحرصي على صحبة الصالحات، والتواصل معهن، والتعاون على الخير، وبادري إلى الزواج ما أمكن، ففي الزواج كثير من المصالح العظيمة، واستعيني بالثقات من أقاربك وصديقاتك في سبيل البحث عن الزوج الصالح. ويجوز للمرأة شرعا أن تبحث عن الأزواج، وأن تعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها في حدود الأدب الشرعي، وراجعي فتوانا: 18430.
وإذا رأيت أنك في حاجة لمزيد من التوجيهات، فيمكنك أن تراسلي قسم الاستشارات بموقعنا على هذا الرابط:
https://islamweb.net/ar/consult/
والله أعلم.