السؤال
هل يقاس لحم اللاما، على لحم الجمل، من ناحية نقضه للوضوء؟
ومما تقصيته وجدت أنه من نفس الفصيلة، وقد تم طرق ناقة بذكر اللاما، فخرج نوع من الجمال، وقد اكتسب صفة الأم وصفة الأب؟
هل يقاس لحم اللاما، على لحم الجمل، من ناحية نقضه للوضوء؟
ومما تقصيته وجدت أنه من نفس الفصيلة، وقد تم طرق ناقة بذكر اللاما، فخرج نوع من الجمال، وقد اكتسب صفة الأم وصفة الأب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن نقض الوضوء بأكل لحم الإبل ليس محل اتفاق عند أهل العلم، والجمهور على أنه لا ينقض الوضوء، والمفتى به عندنا أنه ناقض، وهو مذهب الحنابلة.
والدليل نص على الإبل، وليس على حيوان اللاما، ولم نجد أحدا من أهل العلم ذكر أن أكل لحمه ناقض للوضوء.
وكون هذا الحيوان يشبه الإبل في شيء من الخلقة، هذا لا يقتضي بأن يُلحق به في نقض الوضوء، فهذا الحيوان وإن كان يشبه الإبل في رقبته أو وجهه، فهو أيضا يشبه الغنم في أسفل بدنه، فهو ذو صوف كالغنم، وليس ذا وبر كالإبل، وليس لحيوان اللاما سنام كما في الجمل، فشبهه بالجمل ليس كبيرا من كل وجه حتى يُلحق به.
ثم إنه من المعلوم أنه لا بد في القياس من أن يشارك الفرعُ الأصلَ في علة الحكم، وعلة الحكم في نقض الوضوء بلحم الإبل غير منصوص عليها، وإنما مستنبطة، فقد جاء في حديثِ النهي عن الصلاة في معاطن الإبل: أنها خُلِقَت من الجن. فاستنبط بعض العلماء أن هذا هو العلة في الحكم بنقض الوضوء من أكل لحمها.
ولا يمكن أن يقال إن حيوان اللاما خلق من الجن، لكي يقاس على الإبل في النقض؛ لأن هذا أمر غيبي يتوقف فيه على الوحي، لا مجال للرأي والقياس فيه، وهي ليست إبلا.
كما أن كون علة نقض الوضوء في لحم الإبل أنها خلقت من الجن ليست منصوصة وإنما مستنبطة، والأصل عدم النقض، فلا يصح أن يقال إن لحم ذلك الحيوان ناقض للوضوء بدون برهان من الشرع.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني