السؤال
هل الحرف المطبوع في القرآن مخلوق؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلام الله تعالى غير مخلوق، وأما أفعال العباد فمخلوقة، ومنها: تلفظهم وكتابتهم وطباعتهم، والمداد والورق المستعمل في ذلك، فهذه أشياء مخلوقة، بخلاف المسموع الملفوظ، أو المكتوب المقروء، فهو كلام الله تعالى غير مخلوق.
قال الإمام البخاري في خلق أفعال العباد: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بخلق، قال الله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} وقال إسحاق بن إبراهيم: «فأما الأوعية فمن يشك في خلقها؟» قال الله تعالى: {وكتاب مسطور في رق منشور}. اهـ.
وقال أيضا: فأما المداد والرق ونحوه فإنه خلق، كما أنك تكتب: الله، فالله في ذاته هو الخالق، وخطك واكتسابك من فعلك خلق، لأن كل شيء دون الله يصنعه وهو خلق، وقال: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}، وقال: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} وقال: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ}. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى: 403702. وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني