السؤال
سمعت قصة حقيقة، ومن يرويها لعله من شاهدها بنفسه أو سمعها من غيره.
المهم تحكى الحادثة عن جنازتين دخلتا الحرم للصلاة عليهما، وكان الحرم في ذلك الوقت مزدحما بالمصلين، لعله في رمضان أو الحج، وكان عدد المصلين مليونا أو أكثر، ويقول على حد تذكري: شاهدت الجنازتين، وهما تمران من أمامى للذهاب للصلاة عليهما من آلاف المصلين في الحرم المكي أشرف أماكن الدنيا، وفي وقت من أجمل أوقات الدنيا، وآلاف من المصلين المخلصين، وفرصة عظمي لمن ينالها؛ ليصلي عليه كل هؤلاء الألوف من المصلين في عظمة الوقت، وشرف المكان، فهو بأمر الله عز وجل أرجى بصورة عظمى لرحمة الميت، وإجابة الدعاء، والفوز العظيم. فما أعظمها من نعمة أن ينالها المسلم أن يصلى عليه في عظمة هذا المكان والزمان، وكل هؤلاء الألوف. فما أعظمها من رحمة، وشرف من الله عز وجل، وكرامة أن ينعم الله عز وجل على أحد المسلمين بهذه النعمة.
المهم يقول الراوي: مرت الجنازتان أمامه، واستطاعت إحد الجنازات أن تمر، وتصل بالفعل إلى الإمام، وصلى عليها الجنازة، هو وأكثر من مليون مصل. والمفاجأة أن الجنازة الثانية لم تستطع المرور، وانتهت الصلاة، ولم يصل عليها. يقول الراوي: وقد شاهدت الجنازة الثانية، وهي في أحد الجوانب، ويصلي عليها نفر قليل، قد لا يتجاوز أصابع اليد. سبحان الله العظيم، هذا يصلى عليه أكثر من مليون، وهذا يصلي عليه عشرة، وقد كانا معا في نفس المكان والزمان.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة: لماذا مرت الجنازة الأولى، وصلى عليها كل هؤلاء الألوف في عظيم شرف المكان والزمان، ولم تمر الثانية، ولم تحصل على عظمة المكان والزمان، وما يقرب من مليون مصل عليها. انظر إلى الخبايا وأسرار العبد مع الله عز وجل وأعماله.
السؤال: في هذا الوقت الذي أغلقت فيه المساجد، من يموت لا يصلى عليه في المسجد، وحتى لو صلوا عليه في البيت، فلن يصل العدد إلى عشرات ومئات المصلين، وشرف المسجد والدعاء له كما في البيت.
هل هذه الموتة في هذا الوقت الذي أغلقت فيه المساجد، ولا يصلون على الميت في المسجد تعتبر سوء خاتمة، وعدم مرضاة الله عز وجل عليه؛ لأنه أماته في زمن أغلقت فيه المساجد، ولم يصل عليه فى المسجد استرشادا بالحادثة السابقة بمن صلى عليه مليون، ومن صلى عليه حوالي عشرة، نظن والله عز وجل أعلم أن هناك اختلافا في الخبايا والأعمال؛ ليختار الله عز وجل له أن يموت في وقت أغلقت فيه المساجد.