الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤاخذ المرء فيما فعل حال غياب من عقله

السؤال

ما حكم الدين في شخص أصيب بمرض هوس اضطرابي، وقفز من الدور الرابع، ليس بغرض الموت، ولكن هروب من شيء يطارده في ذهنه, وللأسف حاولنا إسعافه لمدة عشرة أيام، ولكن الموت كان أسبق به. هذا الشخص كان متدينا جدا، ومواظبا على الصلوات الخمس في المسجد، وحفظ القرآن، ومساعدة المرضى وعلاجهم, لكن للأسف في آخر ثلاثة شهور أصيب بمرض اكتئاب شديد، وصار متعصبا جدا، ويخاف من الحرام، ولا يعي ما يقول، ويأتي له في منامه أشياء يجب عليه فعلها وتنفيذها. مثل: ذبح شخص. وكان رافضا أيَّ علاج؛ لأنه دكتور نفسية، وكان يحارب ويوعي الناس بضرر الانتحار.
أفيدونا أفادكم الله. هل عليه ذنب أم لا؟ وهل يعتبر من الذين رفع عنهم القلم؟ وهل يحاسب على فعله أم لا؟ وماذا علينا أن نفعل له؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الشخص قد فعل ما فعل في حال غياب من عقله، وعدم قدرة على التحكم في تصرفاته -كما يظهر من السؤال- فنرجو ألَّا إثم عليه -إن شاء الله-؛ لأنه -والحال هذه- مرفوع عنه القلم؛ لما رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ. صححه الألباني.

وعليكم أن تدعوا له بالمغفرة والرحمة، نسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني