السؤال
اختلفت أنا وأصدقائي على قول: "الزاكيات لله" في التشهد، واتخذنا الإنترنت كمرجع، فوجدت أنها تقال فقط عند المالكية، وهو المذهب المتبع في بلادي، لكنهم يتحججون بما قاله الشيخ ابن باز في موقعه الإلكتروني عن عدم قول "الزاكيات لله" في التشهد، وقد سمعت أن سيدنا عمر -رضي الله عنه- قال على المنبر "التحيات لله، الزاكيات لله.." في حضرة الصحابة، ولم ينكروا عليه ذلك.
فما حكم قولها؟ وهل هي بدعة كما قال أحد أصدقائي؟
وجازاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن زيادة "الزاكيات لله" في التشهد ليس بدعة, فقد وردت في تشهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كما في موطأ الإمام مالك، وصحح هذه الرواية الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقال الباجي المالكي في المنتقي متحدثا عن تشهد عمر: وهو الذي اختاره مالك، وأما أبو حنيفة فاختار تشهد عبد الله بن مسعود، واختار الشافعي تشهد عبد الله بن عباس. والدليل على صحة ما ذهب إليه مالك أن تشهد عمر بن الخطاب يجري مجرى الخبر المتواتر؛ لأن عمر بن الخطاب علمه للناس على المنبر بحضرة جماعة الصحابة وأئمة المسلمين، ولم ينكره عليه أحد، ولا خالفه فيه، ولا قال له إن غيره من التشهد يجري مجراه، فثبت بذلك إقرارهم عليه، وموافقتهم إياه على تعيينه، ولو كان غيره من ألفاظ التشهد يجري مجراه لقال له الصحابة وأكثرهم: إنك قد ضيقت على الناس واسعا، وقصرتهم على ما هم مخيرون بينه وبين غيره. انتهى
وقال النووي في المجموع: وقال مالك -رحمه الله تعالى- تشهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الموقوف عليه أفضل؛ لأنه علمه الناس على المنبر، ولم ينازعه أحد، فدل على تفضيله، وهو التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات، الصلوات لله، سلام عليك أيها النبي إلى آخره. انتهى
وقد جاء في تشهد عائشة -رضي الله عنها- زيادة لفظ: "الزاكيات لله" ففي موطأ الإمام مالك: عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلم أنها كانت تقول إذا تشهدت التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
والله أعلم.