السؤال
أمي تضرني أنا وزوجتي ضرراً بالغا ونحن بسكن واحد، ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الواجب في حقك أن تتحمل أذى أمك لك ولزوجتك، وكم تحملت هي من أجلك؟! تحملتك تسعة أشهر وأنت حمل في بطنها. وتحملتك وأنت طفل صغير لا تستطيع رفع الضر عن نفسك، تَسْهَرُ لسهرك، وتتألم لمرضك، وتسعى ليلا ونهارا لخدمتك وإرضائك. فالواجب عليك الصبر عليها أو مناصحتها برفق ولين، وبكل أدب واحترام وتوقير. ويحرم عليك أن تؤذيها بأي نوع من أنواع الأذى ولو بالتأفف. قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:23-24]. فهذه الآية الكريمة أمرت: 1- بالإحسان إلى الوالدين. 2- ونهت عن التأفف وهو أقل أنواع الأذى. 3- ونهت عن أن ينهرهما. 4- وأمرت بأن يقول لهما الإنسان قولا كريما. 5- وأمرت بإلانة الجانب لهما والتلطف في معاملتهما. 6- بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة جزاء عنايتهما لك في وقت الصغر. فالحذر الحذر أخي السائل من عقوق والدتك، وهذا لا يعني أن تظلم زوجتك على حساب طاعة أمك. كما ننصح الزوجة بالإحسان إلى أم زوجها، فإن هذا من الإحسان إلى الزوج، وإذا تيسر لك أن تنفرد بالسكن لتفادي بعض ما ذكرت، فلا بأس بذلك، بشرط أن لا يخل ذلك ببعض حقوق الأم. وأخيرا، ننصح هذه الأم أن تتقي الله سبحانه وتعالى، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. رواه مسلم وغيره عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني